خالد الشريف يكتب "عبد الله بدر.. والعدالة الانتقائية

خالد الشريف يكتب "عبد الله بدر.. والعدالة الانتقائية! "


الهجمة البربرية العنترية التى قادتها قوات الأمن على منزل الدكتور عبد الله بدر، لتنفيذ حكم قضائى غير نهائى بسبب "سب وقذف" إلهام شاهين.. تدل بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك حالة من التربص والترصد ضد التيار الإسلامى بين العاملين بوزارة الداخلية التى لم تتطهر بعد من رجالات العادلى.. وليس أدل على ذلك من حالة الرعب والإرهاب التى قامت بها حملة أمنية ضخمة لضبط وإحضار بدر، والتى تكونت من 15 سيارة أمن مركزى نشرت الهلع الشديد بين أسرة وجيران الشيخ عبد الله بدر الذى لم يبدِ أى مقاومة عند القبض عليه.. ورغم اختلافنا الشديد مع الدكتور بدر ومنهجه وخطابه، خاصة تعامله فى قضية إلهام شاهين، إلا أننى أرفض رفضا باتا معاملة الرجل الداعية كالمجرمين وأصحاب السوابق والسارقين وقطع الطرق، لذلك نحن نأسف لاحتجاز الشيخ عبد الله بدر فى سجن وادى النطرون، رغم أن نزلاء هذا السجن من الجنائيين وتجار الممنوعات فى المقام الأول.. وكان يمكن إيداعه فى سجن داخل العاصمة مع السجناء السياسيين والإسلاميين رحمة بأولاده وأسرته الراغبين فى زيارته والاطمئنان عليه قريب من القاهرة.

ومن قبل كنا ننتظر من النائب العام المستشار طلعت عبد الله، أن يصدر قرارًا بوقف تنفيذ حكم حبس بدر لحين استنفاد جميع الوسائل القانونية لإلغاء الحكم وانتظار قرار محكمة النقض، خاصة أن قرار النظر فى الاستشكال أمام جنح استئناف الزاوية الحمراء أجل حتى 9 مايو، خاصة أن هناك قضايا سابقة تم فيه وقف تنفيذ الحكم لحين استجلاء رأى محكمة النقض.

وكما قلت إنه رغم خلافى مع الطريقة التى يتعامل بها الدكتور بدر مع القضايا المختلفة، إلا أننى لا أرى أنه ارتكب فعلاً جنائيًَا ماديًا يستوجب هذه المعاملة، فهو صاحب رأى والقضية سب وقذف، فكان التمهل فى تنفيذ الحكم والاكتفاء بتغريمه.

ومن حقنا أن نتساءل: أين هذه الهمة الأمنية العالية من القبض على توفيق عكاشة الصادر له قرار حبس فى قضايا مماثلة ويرفض رجال الأمن اقتياده للسجن، رغم خروجه على الهواء كل ليلة، وكأنه يخرج لسانه للقانون الذى لم يعد يطبق إلا على الإسلاميين؟
من الواضح هناك حالة ترصد للإسلاميين، فليس من اللائق أن يطبق القانون بانتقائية على الإسلاميين ويترك غيرهم، نحن نتطلع لرؤية راية العدل ترفرف على الجميع دون تمييز أو محاباة، لكن من زاوية أخرى نحن نرى أن جملة الأحكام الصادرة ضد الإسلاميين، وعلى رأسهم الدكتور عصام العريان والشيخ جمال صابر وحارس خيرت الشاطر وأبو إسلام أحمد عبد الله، وأخيرا عبد الله بدر، كل هذه الأحكام تؤكد أن مصر تعيش دولة العدالة والقانون الذى يطبق على الإسلاميين المتصدرين للمشهد السياسى قبل غيرهم من السياسيين المعارضين.. وحتى وإن كان هناك تربص بالإسلاميين دون غيرهم، لكن هذا وسام على صدر الإسلاميين الساعين لبناء مصر ونهضتها رغم كل العثرات والعقبات.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.