القرآن يعلمنا التجرد والموضوعية

القرآن يعلمنا التجرد والموضوعية فأين نحن من ذلك اليوم؟؟!! فلا حصانة بيننا لمن طغى وتجبر مهما كان هو!!

فنجد أنه رغم عداوتنا الشديدة لإسرائيل في الوقت الراهن وبرغم أننا نفتخر كمصريين بحضارتنا الفرعونية القديمة فإننا حين نتلو القرآن الكريم في صلواتنا نثبت اللعن والثبور والعقاب الشديد في حق من يفترض أنه أحد أجدادنا القدماء العظام ومصدر فخرنا واعتزازنا وذلك لظلمه وكبره وطغيانه في حق من يفترض أنهم أعداء اليوم من اليهود.

فكأن الله يريد أن يعلمنا أنه لاينبغي لنا أن نقر أحدا على ظلم وطغيان حتى وإن كان أحد كبراءنا وكذلك لا نرضى القهر والاستعباد والظلم لأي أحد حتى ولو لأعدائنا.

فإن كان هذا هو الحال مع فرعون "جد المصريين" حينما طغى واستعلى وعذب وظلم بني اسرائيل "عدو المصريين" اليوم فما بالنا بمن طغى وتجبر واستعلى علينا نحن المصريين فأذلنا ونهب أموالنا وأفقرنا وأمرضنا واهان كرامتنا بين الأمم لعقود طويلة ثم قتل أبناءنا لا لشيئ إلا لمجرد أنهم خرجوا يطلبون الحرية والكرامة في ثورة شهد العالم كله على سلميتها وما بالنا بمن سانده ومازال يسانده ويساند الفاسدين من رجال نظامه ليفلتوا من العدالة متسترا بستار القضاء ومتحصنا بحصانة اسقطتها الثورة عن سيده فلماذا لا تسقط عنه هو أيضا. لا تهاون مع هؤلاء أبدا فهم كما السرطان إن أهمل ولم يتم استئصاله بأسرع وقت استشرى وأفسد الجسد كله. لا شك أن التعامل بكل حزم مع هؤلاء هو السبيل الوحيد للخروج من هذه المرحلة الأصعب في تاريخ مصر المعاصر.